يُعدّ التعليم أحد الركائز الأساسية لتطور أي مجتمع. وفي إريتريا، شهد النظام التعليمي تغيّرات ملحوظة خلال العقود الأخيرة. فمنذ استقلال البلاد عام 1993، بذلت الدولة جهودًا كبيرة لتحسين فرص الوصول إلى التعليم ورفع جودته. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تحتاج إلى معالجة. تتناول هذه المقالة واقع التعليم في إريتريا، مع التركيز على محو الأمية، التعليم العالي، والتحديات التي يواجهها الطلاب والمعلمون.
محو الأمية والتعليم الأساسي
بعد الاستقلال، حققت إريتريا تقدّمًا واضحًا في مجال محو الأمية. ووفقًا لتقارير منظمة اليونسكو، ارتفعت معدلات القراءة والكتابة بشكل ملحوظ، خاصة بين النساء. ولتحقيق ذلك، أطلقت الحكومة برامج شاملة تهدف إلى الحد من الأمية وضمان حصول الأطفال على التعليم الأساسي.
يُعدّ التعليم الأساسي إلزاميًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبع وثلاث عشرة سنة. ومعظم المدارس حكومية ومجانية. ويركّز التعليم في هذه المرحلة على القراءة، الكتابة، والحساب. بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ مبادرات خاصة لزيادة التحاق الفتيات بالمدارس، وهو ما ساهم في تقليل الفجوة التعليمية في بعض المناطق.
التعليم العالي والتعليم الجامعي
تضم إريتريا جامعة واحدة هي جامعة أسمرة، التي تأسست عام 1958. وقد لعبت هذه الجامعة دورًا مهمًا في تطوير التعليم العالي في البلاد. ومع ذلك، فإن فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي لا تزال محدودة بالنسبة للعديد من الطلاب. وتُعدّ الصعوبات الاقتصادية ونقص الموارد من أبرز العوائق.
من جهة أخرى، هناك حاجة متزايدة لتحسين جودة التعليم الجامعي بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل. وعلى الرغم من وجود مؤسسات تعليمية أخرى، يختار عدد كبير من الطلاب متابعة دراستهم في الخارج. وتشمل الوجهات الشائعة السودان، مصر، وإثيوبيا، حيث تتوفر فرص تعليمية أوسع.
التحديات التي يواجهها الطلاب والمعلمون
يُعدّ نقص الموارد أحد أكبر التحديات التي تواجه التعليم في إريتريا. فالعديد من المدارس تعاني من قلة الكوادر التعليمية، كما أن المواد الدراسية مثل الكتب وأجهزة الحاسوب محدودة. ونتيجة لذلك، يواجه المعلمون عبئًا وظيفيًا كبيرًا، مع فرص محدودة للتدريب والتطوير المهني.
أما بالنسبة للطلاب، فقد تؤدي هذه الظروف إلى انقطاعهم عن الدراسة في وقت مبكر. إذ يُجبر بعضهم على ترك المدرسة للعمل ودعم أسرهم. وهذا بدوره يؤثر سلبًا على فرصهم المستقبلية والتنمية طويلة الأمد.
الخاتمة
على الرغم من التحديات القائمة، حقق نظام التعليم في إريتريا تقدّمًا ملموسًا. وتواصل الدولة العمل على تحسين فرص التعليم، لا سيما للفتيات والنساء. ومع ذلك، فإن تحقيق مستقبل تعليمي مستدام يتطلب توفير المزيد من الموارد، تحسين البيئة التعليمية، وتوسيع فرص التعليم العالي. ويظل التعليم في إريتريا عنصرًا أساسيًا في مسيرة التنمية وبناء المجتمع.
