ولداب ولد مريم: والد القومية الإريترية

Woldeab-Woldemariam-Fadern-av-Eritreansk-Nationalism

يُعدّ ولداب ولد مريم من أبرز الشخصيات السياسية والفكرية التي شكّلت مسار القومية الإريترية. ويُعرف على نطاق واسع بلقب «والد القومية الإريترية» نظرًا لدوره المحوري في النضال من أجل الاستقلال.

من خلال نشاطه السياسي وقدرته على توحيد أبناء الشعب الإريتري بمختلف خلفياتهم، ساهم بشكل كبير في ترسيخ الهوية الوطنية. ولا تزال بصماته واضحة في تاريخ إريتريا حتى اليوم.

النشأة والتعليم

وُلد ولداب ولد مريم عام 1923 في إريتريا خلال فترة الاستعمار الإيطالي. ومنذ صغره، أدرك حجم الظلم الذي كان يعاني منه الشعب الإريتري.

تلقّى تعليمه ضمن النظام التعليمي الإيطالي، ما منحه أدوات معرفية ولغوية مهمة. وبعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، تغيّر الوضع السياسي في البلاد، فبدأ ولداب بتنظيم المقاومة ضد الحكم الإثيوبي.

تنظيم حركة المقاومة

خلال هذه المرحلة، لعب ولداب ولد مريم دورًا محوريًا في تأسيس الحركات السياسية المناهضة للاحتلال. وكان من بين مؤسسي جبهة التحرير الإريترية، التي تُعد من أوائل التنظيمات الساعية إلى الاستقلال.

إضافة إلى ذلك، تميّز بقدرته على جمع أفراد من مختلف الأعراق والأديان، وهو ما كان عنصرًا أساسيًا في بناء حركة مقاومة موحّدة وقوية.

كما آمن بأهمية العمل السياسي والدبلوماسي، فسعى إلى كسب الدعم الدولي لقضية إريتريا، وأسهم في إيصال صوت النضال الإريتري إلى الساحة العالمية.

قيادة ولداب ولد مريم وتأثيره السياسي

من خلال التوعية والتنظيم والحوار، ساعد في صياغة هدف وطني موحّد. كما أن قدرته على التقريب بين التيارات السياسية المختلفة أكسبته احترامًا واسعًا في تاريخ إريتريا.

رغم ما تعرّض له من ملاحقة سياسية، واصل ولداب ولد مريم نضاله طوال فترة الكفاح من أجل الاستقلال. وأصبح رمزًا للشجاعة والصمود والقيادة السياسية الواعية.

الخاتمة

في الختام، يُعدّ ولداب ولد مريم شخصية محورية في مسيرة استقلال إريتريا. فقد كان مفكرًا ومنظمًا وقائدًا ترك أثرًا عميقًا في تشكيل الهوية الوطنية.

ولا يزال إرثه حيًا من خلال رؤيته لإريتريا حرّة، موحّدة، ومستقلة. ويظل ولداب ولد مريم رمزًا خالدًا للنضال والوعي الوطني في تاريخ إريتريا.

الوسوم